2-المعزاة الثرثارة

 

الْمِعْـزَاةُ الثَّـرْثَارَةُ

 

قصص تعليمية
حكايات لتعليم الاطفال من سن السادسة فما فوق

كـَانَتِ الْغَنَمُ تَرْعَى فِى الْمَزْرَعَةِ ، وَكَانَ رَاعِيهَا يَحْمِلُ عَصَاهُ ، وَيَقِفُ قَرِيباً مِنْهَا ؛ لِيَحْرُسَهَا مِنَ الذِّئْبِ ، وَكَانَتِ النَّبَاتَاتُ الَّتِى تَرْعَاهَا الْغَنَمُ خَضْرَاءَ ، وَطَرِيَّةً . وَكَانَتْ هُنَاكَ غَزَالَةٌ تَقِفُ بَعِيداً عَنِ الْمَزْرَعَةِ ، وَلَمْ  تَسْتَطِعْ     أَنْ   تَقْتَرِبَ    مِنَ   الْمَزْرَعَةِ ؛ لأَنَّهَا خَائِفَةٌ     مِنَ     الرَّاعِـى  .

     رَأَى الرَّاعِى غَنَمَهُ تَرْعَى النَّبَاتَاتِ الْخَضْرَاءَ ؛ وَمَعَهَا الْمِعْزَاةُ الْكَبِيرَةُ ؛ فَاطْمَأَنَّ إِلَيْهَا . فَحَمَلَ عَصَاهُ ، وَدَخَلَ خَيْمَتَهُ ؛ ليَسْتَرِيحَ فِى ظِلِّهَا مِنْ حَرَارَةِ  الشَّمْسِ ؛ فَرَأَتْهُ الْغَزَالَةُ ، وَاقْتَرَبَتْ مِنَ الْغَنَمِ ، وَقَبْلَ أَنْ تَقُولَ الْغَزَالَةُ : سَلاَمُ اللَّهِ عَلَيْكِ – مَأْمَأَتِ الْمِعْزَاةُ : ” مِئْ ، مِئْ ” ؛          فَفَزِعَتْ مِنْهَا الْغَزَالَةُ ، وَهَرَبَتْ

    تَنَبّـَهَ الرَّاعِى     لِمَا سَمِعَهُ ؛ فَخَرَجَ     مِنْ    خَيْمَتِهِ ، وَهُوَ يَحْمِلُ عَصَاهُ ، وَجَرَى نَحْوَ غَنَمِهِ ؛   فَلَمْ   يَرَ شَيْئاً ، وَظَنَّ أَنَّ   الذِّئْبَ  قَدْ   حَاوَلَ    أَنْ   يَخْتَطِفَ حَمَلاً ، أَوَ سَخْلَةً ؛ فَانْزَعَجَتِ الْمِعْزَى ، وَالنِّعَاجُ ، وَالْخِرْفَاِنُ مِمَّا فَعَلَتْهُ الْمِعْزَاةُ ،  وَلمْ تُعْجِبْهَا  مَأْمَأَتُهَا  ، وَسَأَلَتْهَا نَعْجَةٌ كَبِيرَةُ قَبْلَ     أَنْ  يَصِلَ الرَّاعِى    إِلَى الْغَنَمِ    :  لِمَ     مَأْمَأْتِ ؟ فَأَجَابَتْ : هَذَا عَمَلِى ، فَأَنَا أُخَبِّرُ الرَّاعِى بِمَا يَحْدُثُ      حِينَ يَكُونُ     فِى خَيْمَتِهِ .

 

 

              زَعِلَ الْخَرُوفُ الْكَبِيرُ مِنَ الْمِعْزَاةِ ، وَقَالَ لَهَا : أَلاَ تَشْبَعِينَ مِنَ  الرَّعْىِ ؟ وَعَرَفَ أَنَّهَا سَتُخَبِّرُ الرَّاعِى     بِالْغَزَالَةِ    ؛ فَنَطَحَهَا ؛ لِيَجْعَلَهَا تَنْشَغِلُ بِنَفْسِهَا     عَنْ حِكَايَةِ الْغَزَالَةِ .. فَتَشْكُوهُ  إِلَى الرَّاعِى ، وَتنْسَى    حِكَايَةَ الْغَزَالَةِ ؛ فَمَأْمَأَتْ ، وَعَادَ     إِلَيْهَا ؛ فَنَطَحَهَا مَرَّةً أُخْرَى . وَظَلَّتْ تُمَأْمِئُ ، وَتَبْكَى    ، وَنَسِيَتْ حِكَايَةَ الْغَزَالَةِ   .

            كَانَ   الرَّاعِى قَدِ    اقْتَرَبَ   مِنَ  الْغَنَمِ    ، وَانْتَبَهَ لِلْمِعْزَاةِ ،  وَهِىَ     تُمَأْمِئُ . وَرَأَى الْخَرُوفَ يَنْطَحُهَا ؛ فَمَنَعَ الْخَرُوفَ        مِنْ نَطْحِهَا . وَانْتَظَرَتْ أَنْ يَسْأَلَهَا عَنْ حَالِهَا ؛   فَلَمْ     يَسْأْلْهَا ، وَاشْتَكَتْ       إِلَيْهِ ؛ فَلَمْ يَسْتَمِعْ لِشَكْوَاهَا جَيِّداً ، وَلاَ      أَنْصَتَ لَهَا ، بَلْ      قَالَ لَهَا : أَنْتِ مُزْعِجَةٌ ، وَمُتْعِبَةٌ ، وَثَرْثَارَةٌ ، وَلاَ تَشْبَعِينَ      مِنَ    الرَّعْىِ، وَكَثِيراً مَا قُلْتُ لَكِ :لاَ تُمَأْمِئُى   إِلاَّ إِذَا    رَأَيْتِ الذِّئْبَ      ، أَفَهِمْتِ ؟ وَقَبْلَ   أَنْ تَتَكَلَّمَ     الْمِعْزَاةُ ؛ لِتَشْكُوَ الْخَرُوفَ مَرَّةً أُخْرَى – كَانَ الرَّاعِى  قَدْ  ضَرَبَهَا بِعَصَاهُ ضَرْبَةً وَاحِدَةً ، وَانْصَرَفَ عَنْهَا إِلَى خَيْمَتِه ؛ فَابْتَسَمَ           الْخَرُوفُ ؛ فَقَدْ نَجَحَتْ خُطَّتُهُ .

     أَخَذَتِ الْغَنَمُ  فِى الرَّعْىِ ، وَنَسِيَتِ الْغَزَالَةَ   ،  وَلَمْ        تَلْتَفِتْ إِلَيْهَا ، وَفَجْأَةً     تَنَبَّهَتِ النَّعْجَةُ الْكَبِيرَةُ لِلْمِعْزَاةِ ؛ فَرَأَتْهَا  لاَ تَرْعَى . وَإِذَا    هِىَ    تَنْظُرُ إِلَى شَىْءٍ       بَعِيدٍ ؛ فَنَظَرَت إِلَيْهِ ، فَرَأَتِ الْغَزَالَةَ .. فَهَمَسَتْ بِكَلاَمٍ  إِلَى الْمِعْزَاةِ : أَرْجُوكِ ،    لاَ      تُمَأْمِئِى ؛ فَالْغَزَالَةُ      مِسْكِينَةٌ ، وَجَوْعَى ، وَهِىَ      أُخْتُنَـا .

   تَنَبـَّهَ الْخَرُوفَ لِلْنَّعْجَةِ ، وَاسْتَمَعَ لِماَ   هَمَسَتْ   بِهِ     إِلَى الْمِعْزَاةِ ؛ فَحَمْلَقَ  إِلَيْهَا ، وَهَدَّدَهَا ، وَوَقَفَ عَلَى رِجْلَيْهِ الْخَلْفَيَّتَيْنِ ، وَاسْتَعَدَّ لِنَطْحِهَا ؛ فَخَافَتْ الْمِعْزَاةُ مِنْهُ ، وَفَهِمَتْ  مَا    يُرِيدُهُ مِنْهَا ؛ فَعَادَتْ    إِلَى الرَّعْىِ ، وَتَرَاجَعَ  عَنْهَا ،   وَلَمْ  يَنْطَحْهَا .. فَقَدْ فَهِمَتْ مَا يُرَادُ مِنْهَا ؛ فَالْتَزَمَتِ السُّكُوتَ .

    اقْتَرَبَتِ الْغَزَالَةُ  قَلِيلاً مِنَ الْغَنَمِ  ، وَقَالَتْ : السَلاَمُ عَلَيْكُم ؛ فَرَدَّتِ النَّعْجَةُ الْكَبِيرَةُ ، وَقَالَتْ : وَعَلَيْكِ السَّلامُ ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، وَبَرَكَاتُهُ .. وَاسْتَأْذَنَتِ الْغَزَالَةُ     الْغَنَمَ فِى رَعْىِ النَّبَاتَاتِ الْخَضْرَاءِ    ، فَأَذِنَتْ لَهَا النَّعْجَةُ الْكَبِيرَةُ ، وَقَالَتْ    : تَعَالَىْ ، تَفَضَّلِى ، وَارْعَىْ وَسْطَنَا ؛ فَأَنْتِ أُخْتُنـَا .

                 اقْتَرَبَتِ الْغَزَالَةُ     مِنَ   الْغَنَمِ كَثِيراً ، وَأَبْدَتْ مَخَاوِفَهَا ؛ فَقَالَتْ  : أَنَا أَخَافُ مِنَ  الرَّاعِى ، وَأَخَافَ     مِنْ  عَصَاهُ ،  فَقَالَتْ     لَهَا النَّعْجَةُ : الرَّاعِى رَجُلٌ طَيِّبٌ ،   وَلَوْ     رَعَيْتِ وَسْطَنَا    لَمَا   عَرَفَكِ ، وَعَصَاهُ   لاَ يَضْرِبُ    بِهَا إِلاَّ    الذِّئْبَ .. فَقَالَتِ الْغَـزَالَةُ  : وَأَخَافُ مِنْ هَذِهِ الْمِعْزَاةِ ،    فَقَالَتِ النَّعْجَةُ : لاَ تَخَافِى مِنْهَا؛ فَقَدْ أَدَّبَهَـا الْخَرُوفُ ، وَعَاقَبَهَا بِمَا فَعَلَتْهُ بِكِ ، وَهَدَّدَهَا ؛ فَالْتَزَمَتِ السُّكُوتَ ،  وَلَنْ تَعُودَ  إِلَى الْمَأْمَأَةِ ، وَلاَ إِلَى الثَّرْثَرَةِ .

  صَدَّقَتِ الْغَزَالَةُ النَّعْجَةَ ، وَاطْمَأَنَّتِ إِلَيْهَا قَلِيلاً ، وَأَخَذَتْ فِى الرَّعْىِ وَسْطَ      الْغَنَمِ ، وَأَعْجبَتْهَا النَّبَاتَاتُ     الْخَضْرَاءُ  ؛ فَكَانَتْ تَرْعَى ، وَتَرْفَعُ رَأْسَهَا .. فَتَارَةً تَنْظُرُ إِلَى خَيْمَةِ الرَّاعِى ؛ لِتَأْخُذَ حِذْرَهَا مِنْهُ ، وَتَارَةً أُخْرَى تَنْظُرُ إِلَى الْمِعْزَاةِ الثَّرْثَارَةِ ؛ لِتَطْمَئِنَّ إِلَى أَنَّهَا بَاقِيَةٌ عَلَى عَهْدِهَا ، وَأَنَّهَا لَنْ تُغَيِّرَ رَأْيَهَـا ، فأَكلتْ الغزالةُ حتى شَبعت ثم شكرت الغَنَمَ على حُسْن صَنيِعَهم ثم انصرفت بعيدا حتى لا يَرَاها الرَاعِى .

 

 

مَقَايِيسُ الاسْتِيعَابِ :

1-   لَمَحَتْهَا الْغَنَمُ :

     نَظَرَت إِلَيْهَا فِى ثَوَانٍ

     نَظَرَتْ إِلَيْهَا فِى دَقَائِقَ

 2-الْحَمَلُ :

     عُمرُهُ أَقَلُّ مِنْ عَامٍ

     عُمُرُهُ أَكْثَرُ   مِنْ   عَامٍ

3-السَّخْلَةُ :

    أَصْغَرُ  مِنَ    الْحَمَلِ

    أكْبَرُ    مِنَ الْخَرُوفِ

4-الْمِعْزَاةُ تَشْكُوهُ إِلَى الرَّاعِى :

    تُخْفِى مَا حَدَثَ

   تُظْهِرُ  مَا حَدَثَ مُتَوَجِّعَةً

5-التَّحْرِيشُ :

    الإِصْلاَحُ

    الإِفْسَادُ

  6-نَجَحَتْ خُطَّةُ الْخَرُوفِ :

     خُطْوَةُ الْخَرُوفِ

    الْفِكْرَةُ الَّتِى   فَكَّرَ فَيهَا

7-هَدَّدَ الْخَرُوفُ    الْمِعْزَاةَ :

    طَمْأَنَهَا

    خَوَّفَهَا

8-أَنْتَ مُتَحَيِّزٌ لِلْغَزَالَةِ :

    أَنْتَ كَارِهٌ لَهَا ، وَمُبْتَعِدٌ عَنْهَا

    أَنْتَ مُوَافِقٌ لَهَا ، وَمُنْضَمُّ  إِلَيْهَا

9-كَانَ الْخَرُوفُ لِلْمِعْزَاةِ بِالْمِرْصَادِ :

     يُلاَحِظُهَا ، وَيَغْفُلُ عَنْهَا أَحْيَانَاً

     يُرَاقِبُهَا بِحَيْثُ    لاَ تَفُوتُهُ

10-تُبَغِّضُ الثَّرْثَرَةَ     إِلَيْهِ :

     تُحَبِّبُهَا  إِلَيْهِ

     تَجْعَلُهُ يَكْرَهُهَا كَثِيراً

11-الْخَرُوفَ حَلِيمٌ :

     هَادِئٌ عِنْدَ الْغَضَبِ خَوْفَاً

     هَادِئٌ عِنْدَ الْغَضَبِ ، وَغَيْرُ خَائِفٍ

12-لَمْ  يَتَغَافَلِ الرَّاعِى :

      نَسِيَهَا ، وَأَهْمَلَهَا

      لَمْ  يَتْرُكْهَا  نَاسِياً

13-تَطَلَّعَتْ إِلَى الْغَزَالَةِ:

      نَظَرَتْ إِلَى وَجْهِهَا

      نَظَرَتْ إِلَى أَرْجُلِهَا

14-كَانَتِ    الْغَزَالَةُ    تَخَافُ مِنَ :

     الرَّاعِى

     الْمِعْزَاةِ الثَّرْثَارةِ

15-رَبَطَ الرَّاعِى الْمِعْزَاةَ فِى خَيْمَتِهِ :

      لِئَلاَّ يَنْطَحَهَا الْخَرُوفُ

     كَىْ تَكُفَّ عَنِالْمَأْمَأَةِ