5- سعد والسمكة

 

سَعـْدٌ وَالسَّمَكَةُ

فِى يَوْمٍ مِنَ الأَّيَّامِ رَأَى سَعْدٌ جَارَهُ عَائِداً مِنَ الْبَحْرِ ، وَكَانَ يَـحْمِلُ حَقِيبَتَهُ ، وَفِيهَا سَمَكٌ كَثِيرٌ ، وَبِيَـدِهِ عَصَاهُ ، وَبِهَا صِنَّارَةٌ ؛ فَأُعْجِبَ بِهَا سَعْدٌ ، وَفَكَّرَ ؛ فَاشْتَرَى صِنَّارَةً ، وَرَبَطَهَا فِى خَيْطٍ ، وَرَبَطَ الْخَيْطَ فِى عَصَاهُ

فِى الضُّحَى خَرَجَ سَعْدٌ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الْبَحْرِ ، وَكَانَ يَحْمِلُ صِنَّارَتَهُ ، وَمَعَهُ حَقِيبَةٌ ، وَفِيهَا بَعْضُ الْخُبْزِ .. وَوَصَلَ سَعْدٌ إِلَى الْبَحْرِ ، وَرَأَى صَخْرَةً عَلَى الشَّاطِئِ ؛ فَقَعَد عَلَيْهَا ، وَوَضَعَ قِطْعَةً مِنَ الْخُبْزِ فِى الصِّنَّارَةِ ، وَرَمَى بِالصِّنَّارَةِ فِى الْمَاءِ ،  وَانْتَظَرَ كَثِيراً ؛  فَلَمْ يَرَ شَيْئاً .

انْتَظَرَ سَعْدٌ كَثِيراً مَرَّةً أُخْرَى ؛ فَلَمْ تَهْتَزَّ الْعَصَا فِى يَدِهِ ، وَرَفَعَهَا ، وَنَظَرَ إِلَى الصِّنَّارَةِ ؛ فَلَمْ  يَرَ شَيْئاً ، فَقَالَ : لَقَدْ خَدَعَتْنِى السَّمَكَةُ .. وَوَضَعَ  قِطْعَةً ثَانِيَةً ، ثُمَّ ثَالِثَةً ، وَفِى كُلِّ مَرَّةٍ كَانَ يَنْتَظِرُ كَثِيراً حَتَّى فَنِىَ مَا مَعَهُ مِنَ الْخُبْزِ؛  فلَمْ يَصِدْ شَيْئاً ، وَنَدِمَ سَعْدٌ عَلَى مَا حَدَثَ ، وَقَالَ : أَنَا أَخْطَأَتُ ؛ لأَنَّنِى لَمْ  أَتَعَلَّمْ كيف أَضَعُ الطُّعم للسَّمَكِ ، وَلَمْ اسْتَشَرْ جَارِىَ صَيَّادَ السَّمَكِ .

كَانَ سَعْدٌ مَا يَزَالُ قَاعِداً فَوْقَ الصَّخْرَةِ ، يَنْظُرُ إِلَى الْمَاءت وفَجْأَةً رَأَى السَّمَكَ الصَّغِيرَ يَقْتَرِبُ مِنَ الصَّخْرَةِ الَّتِى يَقْعُدُ عَلَيْهَا ، ثُمَّ يَعُودُ مَرَّةً أُخْرَى ، فَيَبْتَعِدُ عَنْهَا ، وَيَخْتَفِى ، وَأَخَذَ سَعْدٌ يَتَأَمَّلُهُ ؛ فَرَآهُ يَظْهَرُ ، وَيَخْتَفِى، وَيَذْهَبُ ، وَيَعُودُ فِى أَعْدَادٍ كَبِيرَةِ ، وَسَأَلَ سَعْدٌ نَفْسَهُ : لِمَاذَا يَقْتَرِبُ السَّمَكُ الصَّغِيرُ مِنَ الصَّخْرَةِ ، وَيَبْتَعِدُ عَنْهَا ؟ أَيُرِيدُ شَيْئاً يَأْكُلَهُ ؟

 

فَجْأَةً رَأَى سَعْدٌ سَمَكَةً كَبِيرةً تُطَارِدُ السَّمَكَ الصَّغِيرَ ؛ فَسَارَعَ إِلَيْهَا ، وَخَاضَ الْمَاءَ ، وَحَاوَلَ أَنْ يُمْسِكَ بِالسَّمَكَةِ الْكَبِيرَةِ ، وَلَكِنَّهَا هَرَبَتْ مِنْهُ ، وَأَمْسَكَ بِسَمَكَةٍ صَغِيرَةٍ ، وَكَانَتْ جَمِيلَةً ، وَرَآهَا تَتَحَرَّكُ ، وَبَعْدَ لَحْظَةٍ سَكَنَتْ ؛ فَإِذَا هِىَ قَدْ مَاتَتْ .

تَأَمَّلَ سَعْدٌ السَّمَكَةَ  الَّتِى فِى يَدِهِ ، وَفَكَّرَ أَنْ يَرْمِىَ بِهَا إِلَى الْمَاءِ ، وَلَكِنَّهُ قَالَ : لَنْ  أَرْمِىَ بِهَا إِلَى السَّمَكَةِ الْكَبِيرَةِ الَّتِى خَدَعَتْنِى ؛ فَهِى الَّتِى كَانَتْ تَهْجُمُ عَلَى السَّمَكِ الصَّغِيرِ ؛ لِتَصِيدَهُ ، وَلِمَاذَا لاَ أَضَعُ هَذِهِ  السَّمَكَةَ فِى الصِّنَّارَةِ ، وَأَجَعَلُهَا طُعْماً ؟

وَضَعَ سَعْدٌ السَّمَكَةَ الصَّغِيرَةَ فِى الصِّنَّارَةِ ، وَرَمَى بِالصِّنَّارَةِ فِى الْمَاءِ ، وَأَمْسَكَ بِالْعَصَا ، وَقَعَدَ عَلَى الصَّخْرَةِ ، وَانْتَظَرَ ، وَفَجْأَةً اهْتَزَّتِ الْعَصَا فِى يَدِهِ ؛ فَوَقَفَ ، وَرَفَعَ الْعَصَا إِلَى فَوْقٍ ؛ فَرَأَى السَّمَكَةَ الْكبِيرَةَ تَتَحَرَّكُ ، فأَمْسَك بها وَوْضَعَهَا فِى حَقِيبَتِهِ ، وَفَرِحَ بِهَا  وَآلَمَتْهُ كَثِيراً حَرَارَةُ الشَّمْسِ ، فَقَدْ كَانَتِ الشَّمْسُ قَدْ تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ ، وَتَرَكَ الصَّخْرَةَ الَّتِى كَانَ يَقْعُدُ عَلَيْهَا ، وَحَمَلَ حَقِيبَتَهُ ، وَعَصَاهُ ، وَصِنَّارَتَهُ ، وَكَانَ يُغَنِّى فِى طَرِيقِهِ ، ثُمَّ تَوَقَّفَ عَنِ الْغِنَاءِ ، وَابْتَسَمَ ، وَقَالَ لنَفْسِهِ : لَقَدْ تَعَلَّمْتُ كَيْفَ أَصِيدُ السَّمَكَ ، وَلَوْلاَ الانْتِظَارُ ، وَالصَّبْرُ ، وَالتَّفْكِيرُ ، والتَّأَمُّلُ لَمَا تَعَلَّمْتُ صَيْدَ السَّمَكِ .. وَأَنَا فَرِحْتُ بِالسَّمَكَةِ  الَّتِى صِدْتُهَا ، وَفَرِحْتُ كَثِيراً كَثِيراً بِتَعَلُّمِى صَيْدَ السَّمَكِ ، وَسَوْفَ أَعُودُ –  إِنْ شَاءَ اللَّهُ – غَدًا  ؛ لأَصِيدَ سَمَكاً كَثِيراً .. وَلَكِنْ بَعْدَ أَنْ أَسْأَلَ جَارِىَ عَنْ طُعْمِ السَّمَكِ .

 

 

مَقَايِيسُ الاسْتِيعَابِ :

 1- الصَّخْرَةُ :

     حَجَرٌ صُلْبٌ صَغِيرٌ

    حَجَرٌ صُلْبٌ كَبِيرٌ

2- الشَّاطِئُ :

    الأَرْضُ الْبَعِيدَةُ عَنِ الْمَاءِ

    الأَرْضُ الْقَرِيبَةُ مِنَ الْمَاءِ

3- خَدَعَتْنِى السَّمَكَةُ :

     أَرَادَتْ بِى الْمَكْرُوهَ ،

     وَأَنَا أَعْلَمُ

     أَرَادَتْ بِى الْمَكْرُوهَ ،

     وَأَنَا لاَ أَعْلَمُ

4- فَنِىَ الْخُبْزُ :

     بَقِىَ مِنْهُ شَىْءٌ

     لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَىْءٌ

5- اسْتَشَرْتُ جَارِى

     طَلَبْتُ مُسَاعَدَتَهُ بِقُوَّتِهِ

     طَلَبْتُ مُسَاعَدَتَهُ بِرَأْيِهِ

6- احْتَمَلَ سَعْدٌ حَرَارَةَ الشَّمْسِ :

     تَضَايَقَ مِنْهَا ، وَتَرَكَهَا

     صَبَرَ عَلَيْهَا ، وَبَقِىَ فِيهَا

7- كَانَتْ تُطَارِدُ السَّمَكَ :

    تَجَرِى وَرَاءَهُ ؛ لِتَلْعَبَ مَعَهُ

    تَجْرِى وَرَاءَهُ ؛ لِتُخِيفَهُ

8-الطُّعْمُ :

    كُلُّ مَا يَأْكُلُهُ السَّمَكُ

   كُلُّ مَا يُصَادُ بِهِ مِنْ طَعَامٍ

9- تَفَلَّتَتِ  السَّمَكَةُ :

     خَلَّصَتْ نَفَسَهَا مِنْهُ

     رَمَى سَعْدٌ بِهَا

10-مَنْ يُفَكِّرْ يَطْلُبْ رَأَىَ نَفْسِهِ .

11-مَنْ يَسْتَشِرْ يَطْلُبْ رَأَى غَيْرِهِ .

12-تَعَلَّمَ سَعْدٌ صَيْدَ السَّمَكِ :

      مِنْ أَخِيهِ

      مِنْ النَّظَرِ ، وَالتَّفَكُّرِ

13- أَخْطَأَ سَعْدٌ فِى الْبِدَايَةِ

      لأَنَّهُ لَمْ يَسْتَشِرْ جَارَهُ .

      اسْتَشَارَ جَارَهُ

14- مَنْ يَخْدَعْكَ يُوقِعْكَ فِى

       الشَّرِّ :

    وَأَنْتَ تَدْرِى .

    وَأَنْتَ تَدْرِى .

15- أُصَاحِبُ مَنْ يَخْدَعُنِى .

16-إِذَا فَشِلْتُ فِى عَمَلٍ :

      غَضِبْتُ عَلَيْهِ ، وَتَرَكْتُهُ

      صَبَرْتُ عَلَيْهِ ، وَفَكَّرْتُ فِيهُِ