3- الضفدعة الشجاعة

الضِّفْدِعَـةُ الشُّجَاعة

كَانَتِ الضَّفَادِعُ تَعِيشُ فِى وَطَنِهَا ، وَفِى وَطَنِهَا جُحُورُهَا ، وَجُحُورُهَا تَحْتَ شَجَرَةٍ . وَفِى الصَّبَاحِ تَخْرُجُ الضَّفَادِعُ  مِنْ  جُحُورِهَا ، وَتَسِيرُ قُدَّامَهُمْ الضِّفْدِعَةُ الأُمُّ ؛ لِتَذْهَبَ إِلَى الْمَاءِ ، وفِى الْمَاءِ تَسْبَحُ كُلُّ الضَّفَادِعِ ، وَتَلْعَبُ ، وَلاَ تَخْرُجُ  مِنْهُ إِلاَّ  بَعْدَ أَنْ تَتْعَبَ ، وَتَنْظُرَ إِلَى الشَّجَرَةِ ؛ فَتَطْمَئِنَّ  إِلَيْهَا .

   فِى يَوْمٍ ظَلَّتِ الضَّفَادِعُ تَسْبَحُ  فِى الْمَاءِ حَتَّى قُبَيْلِ غُرُوبِ الشَّمْسِ ، وَأَرَادَتِ الْخُرُوجَ مِنَ الْمَاءِ ، فَرَأَتْ شَيْئًا كَبِيرًا أَتَى الْمَاءَ ؛ فَتَوَقَّفَتْ عَنِ الْخُرُوجِ  مِنَ الْمَاءِ ، وَنَظَرَتْ إِلَيْهِ ؛ فَإِذَا هُوَ ضَخْمٌ جِدًّا ، وَشَكْلُهُ مُخِيفٌ .

تَسَاءلَتِ الضَّفَادِعُ :  مَا هَذَا ؟ وَالْتَفَتَتْ  إِلَى الأُمِّ  ، وَكَانَتِ الأُمُّ قَدْ نَظَرَتْ إِلَيْهِ ؛ فَعَرَفَتْهُ ، وَأَجَابَتْ : هَذِهِ ضَبُعٌ  وَسَأَلَهَا ضِفْدِعٌ : أَهِىَ صديقة ، أَمْ عَدُوَّةٌ ؟ فَأَجَابَتْ : هِىَ عَدُوَّةٌ ، فَأَحَسَّتِ الضَّفَادِعُ بِالْخَوْفِ مِنْهَا .

 بَعْدَ وَقْتٍ سَأَلَ ضِفْـدِعٌ كَبِيرٌ مُتَخَوِّفاً : هَلْ تَسْتَطِيعُ الضَّبُعُ أَنْ تَسْبَحَ فِى الْمَاءِ مِثْلَنَا ؟ فَأَجَابَتِ الأُمُّ : لاَ ؛ فَاطْمَأَنَّتِ الضَّفَادِعُ إِلَى مَا قَالَتْهُ الأُمُّ ، وَهَتَفَتْ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، لَقَدْ نَجَوْنَا . وَازْدَادَ اطْمِئْنَانُهَا إلَى كَلاَمِ أُمِّهَا عِنْدَ رُؤْيَتِهَا الضَّبـُعَ تَخْرُجُ مِنَ الْمَاءِ ، وَتَمَشِى قَلِيلاً .

فَجْأةً ذَهَبَ الاطْمِئْنَانُ عَنِ الضَّفَادِعِ ، وَعَادَ إِلَيْهَا الْخَوْفُ ؛ فَاسْتَاءَتْ ، وَجَعَلَتْ تُرَدِّدُ : لاَ حَوْلَ ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ؛ ذَلِكَ لأَنَّهَا قَدْ رَأَتِ الضَّبُعَ تَتَّجِهُ نَحْوَ شَجَرَتِهَا ، وَتَقْعُدُ  تَحْتَهَا ، وَتَسْنِدُ إِلَيْهَا ظَهْرَهَا ، وَتَتَمَدَّدُ ؛ لِتَحْتَلَّ وَطَنَهَا

 

احْتَلَّتِ الضَّبُعُ مَوْطِنَ الضَّفَادِعِ ، وَاسْتَلْقَتْ عَلَى ظَهْرِهَا فَوْقَ جُحُورِهَا ، وفِى جُحُورِهَا أَوْلاَدُهَا ، فَسَأَلْـتْ ضِفْدِعَةٌ كَبِيرَةٌ : مَتَى تَتْرُكُ هَذِهِ الضَّبُعُ مَوْطِنَنَا ؟ فَأَجَابَتِ الضِّفْدِعَةُ الأُمُّ : الضَّبُعُ سَوْفَ تَنَامُ ، وَنَوْمُهَا ثَقِيلٌ ، وَلَنْ  تَصْحُوَ مِنْ نَوْمِهَا إِلاَّ بَعْدَ وَقْتٍ طَوِيلٍ .

صَاحَ ضِفْدِعٌ كَبِيرٌ :  هَيَّا نَرْحَلْ عَنِ الْوَطَنِ ، وَتَبِعَتْهُ ضَفَادِعُ كَثِيرةٌ ، وَقَالَتْ مِثْلَ قَوْلِهِ ، وَصَاحتْ بِهِمْ ضِفَدِعَةٌ كَبِيرَةٌ ، وَقَالَتْ :  لاَ ،  لَنْ  نَرْحَلَ عَنِ الْوَطـَنِ ، وَتَبِعَتْهَا ضَفَادِعُ كَثِيرَةٌ ، وَقَالَتْ مِثْلَ قَوْلِهَا ، وَاخْتَلَفَتِ الضَّفَادِعُ ؛ فَتَخَاصَمَتْ ، وَظَلَّتْ تَصِيحُ ، وَاخْتَلطَتْ  أَصْوَاتُهَا ؛ فَلَمْ تَسْمَعِ الأُمُّ إِلاَّ : ” نَرْحَلُ ..  لاَ نَرْحَلُ .. نَرْحَلُ ” .

   غَضِبَتِ الضِّفْدِعَةُ الأُمُّ ، وَتَسَاءَلَتْ : ما هذه الفَوْضَى ؟ فَأَنْصَتَتِ الضَّفَادِعُ لِلأُمِّ ، ثُمَّ أَجَابَ ضِفْدِعٌ كَبِيرٌ : لاَ ، أَنْتِ الرَّئِيسُ ، وَالأَمُرُ بِيَدِكِ ، وَجَعَلَ اللَّهُ حَقَّكِ عَلَيْنَا أَنْ نُطِيعَكِ ، فَقَالَتِ الأُمُّ : لَنْ يَكُونَ الأَمْرُ بِيَدَى إِلاَّ بَعْدَ أَنْ نَتَشَاوَرَ ، وَنَتَفَاوَضَ .

 قَعَدَتِ كِبَارُ الضَّفَادِعِ تَتَشَاوَرُ ، وَتَتَفَاوَضُ ، وَكَانَ أَوَّلُ مُتَكَلِّمٍ ضِفْدِعًا كَبِيرًا ، فَقَالَ : أَرَى أَنْ نَسْتَسْلِمَ ، وَنَرْحَلَ عَنْ وَطَنِنَا ؛ لِنَعِيشَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ الأُخْرَى الْكَبيرَةِ  – وَأَشَارَ إِلَيْهَا بِيَدِهِ – ، وَتَسَاءَلَتِ الأُمُّ : فَهَلْ مِنَ الْمَصْلَحَةِ أَنْ نُجَاوِرَ الْغِرْبَانَ الَّتِى اتَّخَذَتِ الشَّجَرَةَ الْكَبِيرَةَ مَوْطِنًا ؟ فَأَجَابَتِ الضَّفَادِعُ كُلُّهَا : لاَ ، لاَ ؛ إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ تَتَخَطَّفَنَا الْغِرْبَانُ ، وَهِىَ لَنْ تَرْحَمَنَا .

ظَلَّتِ الأُمُّ تُفَكِّرُ ، ثُمَّ صَمَتَتْ قَلِيلاً ، وَقَالَتْ : أَنَا فَكَّرتُ فِى الْحَلِّ ، وَعَرَفْتُهُ ، فَصَاحَتِ الضَّفَادِعُ كُلُّهَا فَرِحَةً : مَا هُوَ ؟  قُولِى بِسُرْعَةٍ .. بَارَكَ اللَّهُ لَنَا فِيكِ ، وَتَجَمَّعَتِ الضَّفَادِعُ حَوَالَيْهَا ، وَعَلاَ بَعْضُهَا فَوْقَ الْبَعْضِ الآخَرِ ؛ لِتَسْتَمِعَ لِمَا تَقُولُهُ الأُمُّ ، وَفَجْأَةً صَاحَتِ بِأَعْلَى صَوْتِهَا ، وَقَالَتْ : لاَ سَلاَمَةَ فِـى الاسْتِسْلاَمِ .. وَقَدْ أَعْلَنْتُ الْحَرْبَ عَلَى الضَّبُعِ ؛ فَذُهِلَتِ الضَّفَادِعُ الْكِبَارُ ، وَجَعَل كُلُّ ضِفْدِعٍ يُحَمْلِقُ إِلَى أُمِّهِ ، وَيَهُزُّ رَأْسَهُ حَيْرَانَ مُتَعَجِّبًا ، وَطَالَ صَمْتُهَا ، ثَمَّ تَسَاءَلَ ضِفْدِعٌ كَبِيرٌ : كَيْفَ نُحَارِبُ الضَّبُعَ ، وهُو أقْوى منَّا ؟

    أَجَابَتِ الأُمُّ : نَحْنُ الضَّفَادِعُ نَقِيقُنَا عَالٍ ، وَهُوَ سِلاَحُنَا الَّذِى نُحَارِبُ بِهِ عَدُوَّتَنَا ، وَنُدَافِعُ بِهِ عَنْ أَنْفُسِنَا ، وَعَنْ أَوْلاَدِنَا ، وَعَنْ وَطَنِنَا ، وَسَأَلَهَا  ضِفْدِعٌ  ثَانٍ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ يَا أُمَّنَا ؟ فَأَجَابَتْ : بَعْدَ قَلِيلٍ يَأَتَى الظَّلاَمُ ، وَنَتَسَلَّلُ فِى الظَّلاَمِ ، وَنَتَجَمَّعُ حَوْلَ رَأْسِ الضَّبُعِ ، وَننِقُّ كلُّنَا جَمِيعاً ، وَيَدُ اللَّـهِ مَعَ الْجَمَـاعَةِ ، وَنَقِيقُنـَا جَمِيعاً سَيُفَزِعُ الضَّبُعَ ، وَيُخِيفُهَا ، وَيَجْعَلُهَا تَهْرُبُ ؛ فَنَسْتَرِدُّ وَطَنَنَا .

  سُرَّتِ الضَّفَادِعُ بِمَا قَالَتْهُ الأُمُّ ، وَانْقَادَتْ كُلُّهَا لِرَأْيِهَا ، وَانْتَظَرْتْ قَلِيلاً ، وَتَسَلَّلَتْ فِى الظَّلاَمِ ، وَتَجَمَّعَتْ حَوْل رَأْسِ الضَّبُعِ ، وَكَانَتِ الضَّبُعُ قَدْ أَغْمَضَتْ عَيْنَيْهَا ؛  فَلَمْ  تَرَ مَا حَوْلهَا ، وَكَانَتْ قَدْ نَامَتْ ؛ فَلَمْ تَشْعُرْ بِمَا بَعُدَ عَنْهَا ، وَلاَ بِمَا قَرُبَ مِنْهَا .. وَفَجْأَةً  نَقَّتِ الضَّفَادِعُ جَمِيعاً ؛ فَفَزِعَتِ الضَّبُعُ  مِنْ نَوْمِهَا ، وَسَمِعَتْ النَّقِيـقَ يَأْتِيهَا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ؛ فَانْزَعَجَتْ ، وَفَزِعَتْ ، وَهَرَبَتْ .

 

مَقَايِيسُ الاسْتِيعَابِ :

1-أَهِىَ صديقة ؟
   عَدُوَّةٌ
   حَبِيبة
2-فَكَّرَتْ فِى الرَّحِيلِ :
   الإِقَامَةُ فِى الْوَطَنِ
   تَرْكُ الْوَطَنِ
3- الضَّفَادِعُ فَوْضَى :
    لَهَا رَئِيسٌ
    لَيْسَ لَهَا رَئِيسٌ
4- نَتَفَاوَضُ :
    يَتَكَلَّمُ  الْكِبَارُ مَعَ الْكِبَارِ
    لاَ نَتَشَاوَرُ
5- الصَّوَابُ يَرْجَحُ الْخَطَأَ :
  يَنْقُصُ عَنْهُ فِى الْمَزَايَا
  يَزِيدُ عَنْهُ فِى الْمَزَايَا
6- نُجَاوِرُ الْغِرْبَانَ
     نَسْكُنُ جَنْبَهَا
     لاَ نَسْكُنُ جَنْبَهَا
7- اسْتَوَطَنَتْ أَعَالِىَ الشَّجَرَةِ :
 أَقَامَتْ بِهَا
هَرَبَتْ مِنْهَا
8- نَقِيقُ الضَّفَادِعِ:
 صَوْتُ الضَّفَادِعِ
 أَرْجُلُ الضَّفَادِع
9- فَوَّضْنَا الأَمَرَ إِليْكِ :
 رَدَدْنَاهُ إِلَيْكِ
 لَمْ  نَرُدَّهُ إِلَيْكِ
10-نَحْنُ عُزَّلٌ :
  مَعَنَا سِلاَحٌ
  مِنْ غَيْرِ سِلاَحٍ
11-تَسَلَّلَتِ الضَّفَادِعُ :
   ذَهَبَتْ عَلَنًا
   ذَهَبَتْ سِرًّا
12-انْقَادَتِ الضَّفَادِعُ :
      خَضَعَتْ ، وَأَطَاعَتْ
      عَصَتْ ، وَخَالَفَتْ