7- الثعلب المخدوع

الثَّعْلَبُ الْمَخْـدُوعُ

سَيِّدٌ عِنْدَهُ سَيَّارَةٌ ، وَعِنْدَهُ بُنْدُقِيَّةٌ ، وَالْبُنْدُقِيَّةُ كَبِيرَةٌ ، وَالسَّيَّارَةُ صَغِيرَةٌ ، ، وَبَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ رَكِبَ سَيِّدٌ سَيَّارَتَهُ ، وَأَخَذَ مَعَهُ بُنْدُقِيَّتَهُ ؛ لِيَصِيدَ الثَّعْلَبَ . وَكَانَ قَدْ صَادَ أَمْسِ الأَوَّلِ غَزَالاً ، وَصَادَ بِالأَمْسِ أَرْنَباً ، ، وَرَأَى الثَّعْلَبَ ، وَلَكِنَّهُ تَخَفَّى  مِنْهُ ؛ فَأَخْفَقَ فِى صَيْدِهِ.

تَذَكَّرَ سَيِّدٌ أَنَّ الثَّعْلَبَ كَانَ قَدْ اخْتَبَأَ مِنْهُ بِالأَمْسِ ؛ لِيَخْدَعَهُ ، وَفَكَّرَ ، وَهُوَ  يَقُودُ سَيَّارتَهُ ؛ فَقَالَ لِنَفْسِهِ : لَقَدْ عَرَفْتُ الْحَلَّ ، بَلْ وَتَعَلَّمْتُهُ مِنَ الثَّعْلَبِ نَفْسِهِ . فَعَلَىَّ أَنْ أَخْتَبِئَ مِنَ الثَّعْلَبِ ؛ لِئَلاَّ يَرَانِى  ؛ كَىْ أَخْدَعَهُ ، وَأَصيِدَهُ ؛ فَأَوْقَفَ سَيَّارَتَهُ ، وَنَزَلَ مِنْهَا ، وَتَرَكَهَا حَامِلاً بُنْدُقِيَّتَهُ ، وَسَارَ أمَامَها ، وَتَوَغَّلَ فِى الْغَابَةِ ؛ فَابْتَعَدَ كَثِيرًا عَنْ سَيَّارَتِهِ ، وَكَانَ الثَّعْلَبُ  قَدْ رَأَى سَيِّدًا   قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ ؛ فَقَدْ رَأَى ضَوْءَ السَّيّارَةِ ، وَحَرَصَ عَلَى أَنْ يَسِيرَ وَرَاءَهَا ؛ لِيَخْدَعَ صَاحِبَهَا ، وَابْتَسَمَ الثَّعْلَبُ حِينَ رَأَى سَيِّدًا  يَنْزِلُ مِنْ  سَيَّارَتِهِ ، وَيَتْرُكُهَا ، وَيَبْتَعِدَ عَنْهَا كَثِيرًا ؛ فَهُوَ قَدْ نَجَحَ فِى خِدَاعِهِ ، ثُمَّ اقْتَرَبَ مِنَ السَّياَّرَةِ .

لَمْ يَكُنِ  الثَّعْلَبُ يَعْرِفَ كَيْفَ تَسِيرُ السَّيَّارَةُ ، وَلاَ كَيْفَ  تَتَوَقَّفُ عَنِ  السَّيْرِ .. وَلَكِنَّهُ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهَا لُعْبَةٌ جَمِيلَةٌ : يَرْكَبُهَا صَاحِبُهَا ؛ لِيَلْعَبَ بِهَا ، وَتُلاَعِبَهُ ، وَتُضِىءَ لَهُ الطَّرِيقَ ؛ فَيَرَى كُلَّ شَىْءٍ ، وَتُطْلِقُ الصَّفَّارَةَ فَيَطْرَبَ لَهَا ؛ فَأَحَبَّ كُلَّ ذَلِكَ ، فَقَفَزَ داخِل السَّيَّارة ، وَوَقَفَ عَلَى الكُرْسِىِّ الَّذِى كَانَ  يَقْعُدُ عَلَيْهِ صَاحِبُهَا .. فَقَدْ كَانَ يَرْقُبُهُ ؛ فَعَرَفَ قَلِيلاً مِمَّا كَانَ بِهَا يَفْعَلُهُ .

 قَعَدَ الثَّعْلَبُ عَلَى كُرْسِىِّ الْقِيَادَةِ ، وَمَدَّ يَدَهُ ، وَأَخَذَ يَلْعَبُ بِكُلِّ مَا رَآهُ فِى السَّيَّارَةِ ؛ فَلَمْ  تَسْتَجِبْ لَهُ ، وَلَمْ  تَتَحَرَّكْ ، وَلَمْ  تُضِئْ  الطَّرِيقَ ، وَلَمْ تُطْلِقِ الصَّفَّارَةَ  .

حَاوَلَ الثَّعْلَبُ أَنْ يُحَرِّكَ عَجَلَةَ الْقِيَادَةِ ؛ فَلَمْ يَسْتَطِعْ ، وَغَضِبَ عَلَى السَّيَّارَةِ  ، وَصَرَخَ فِيهَا : أَيَّتُهَا اللُّعْبَةُ ،  لِمَ لَمْ  تُرَحِّبِى بِى ؟! وَلِمَ  لَمْ تَلْعَبِى مَعِىَ ؟! وَضَرَبَ بِيَدِهِ وَسَطَ عَجَلَةِ الْقِيَادَةِ ؛ فَانْطَلَقَتِ الصَّفَّارَةُ ، فَفَزِعَ الثَّعْلَبُ ، وَانْطَلَقَ هَارِباً ، ثُمَّ توَقَّفَ عَنِ الْهَرَبِ ، وَاخْتَبَأَ ، وَانْتَظَرَ ؛ فَلَمْ يَرَ أَحَداً ، وَلَمْ تَتَحَرَّكِ السَّيَّارَةُ .. وَلَكِنَّهُ ابْتَسَمَ ، وَهُوَ فِى مَكَانِهِ ، فَقَالَ : لَقَدْ عَرَفْتُ اللُّعْبَةَ ، وَسَوْفَ أَلْعبُ بِهَا .

 لَمْ  يَتَعَجَّلِ الثَّعْلَبُ الْعَوْدَةَ إِلَى السَّيَّارَةِ ، وَانْتَظَرَ قَلِيلاً ؛ فَلَمْ  يَرَ صَاحِبَهَا ، وَابْتَسَمَ ، وَعَادَ إِلَيْهَا ، وَقَعَدَ عَلَى كُرْسِىِّ الْقِيَادَةِ ، وَأَخَذَ يَضْرِبُ بِيَدِهِ  وَسَطَ عَجَلَةِ الْقِيَادَةِ ، وَالصَّفَّارَةُ تَنْطَلِقُ ، وَفَرِحَ بِهَا ؛ فَطَرِبَ لَهَا ، وَأَخَذَ يُغَنِّى ، وَيَضْرِبُ بِكِلْتَىْ يَدَيْهِ وَسَطَهَا ، وَيَنْظُرُ أَمَامَهُ ، وَهُوَ فَرِحٌ بِاللُّعْبَةِ الْجَمِيلَةِ .

كَانَ سَيِّدٌ قَدِ ابْتَعَدَ كَثِيرًا عَنْ سَيَّارَتِهِ ، وَحِينَمَا سَمِعَ صَوْتَ صَفَّارَتِهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ انْتَبَهَ لَهَا ؛ فَعَادَ فِى طَرِيقِهِ الَّذِى جَاءَ مِنْهُ إِلَيْهَا ، وَفِى الطَّرِيقِ فَكَّرَ ، وَقَالَ : لِمَاذَا لاَ أَفْعَلُ مِثْلَمَا يَفْعَلُ الثَّعْلَبُ ؟ أَنَا سَأَعُودُ إِلَى سَيَّارَتِى مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ ؛ لأَصِلَ إِلَى سَيَّارَتِى مِنْ  وَرَائِهَا ، وَلأَعْرِفَ مَنْ ذَا الَّذِى أَطْلَقَ  الصَّفَّارةَ .. وَعَادَ سَيِّدٌ إِلَى سَيَّارَتِهِ حَامِلاً بُنْدِقِيَّتَهُ ، وَصَارَ وَرَاءَهَا ، وَاقْتَرَبَ مِنْهَا .

 نَظَرَ سَيِّدٌ إِلَى سَيَّارَتِهِ ؛ فَابْتَسَمَ ، فَقَدْ رَأَى الثَّعْلَبَ يَقْعُدُ عَلَى كُرْسِىِّ الْقِيَادَةِ ، وَيَتَرَقَّصُ ، وَتَارَةً يُغَنِّى ، وَأُخْرَى يَضْحَكُ ، وَلَمْ يَكُنِ الثَّعْلَبُ يَلْتَفِتُ إِلَى يَمِينِهِ ، وَلاَ إِلَى شِمَالِهِ ، وَلاَ إِلَى وَرَائِهِ ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى أمَامه ؛ لِيَحْتَرِسَ مِنْ صَاحِبِهَا. .أُعْجِبَ سَيِّدٌ بِحِيلَتِهِ ؛ فَقَدِ انْخَدَعَ الثَّعْلَبُ ،   وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُطْلِقَ عَلَيْهِ بُنْدُقِيَّتَهُ بِسُرْعَةٍ ، وَأَحَبَّ أَنْ  يُشَاهِدَهُ ، وَكَانَ يَقُولُ : أَنَا الْيَوْمَ أَخْدَعُكَ كَمَا خَدَعْتَنِى بِالأَمْسِ ، وَسَوْفَ أَصِيدُكَ- إِنْ شَاءَ اللَّهُ – بِبُنْدُقِيَّتِى هَذِهِ .. وَلَكِنَّ الثَّعْلَبَ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى وَسَطِ عَجَلَةِ الْقِيَادَةِ ، وَلَمْ يَرْفَعْهُمَا عَنْهَا ؛ فَانْطَلَقَتِ الصَّفَّارَةُ بِلاَ تَوَقُّفٍ ، فَخَافَ سَيِّدٌ عَلَى صَفَّارَةِ سَيَّارَتِهِ ، وَقَعَدَ ، وَصَوَّبَ بُنْدُقِيَّتَهُ ، وَفَجْأَةً أَطْلَقَ النَّارَ عَلَى الثَّعْلَبِ ؛ فَصَرَخَ الثَّعْلَبُ ، وَقَفَزَ ؛ لِيَهْرُبَ .. وَلَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ الْهَرَبَ ، فَوْقَعَ فَوْقَ عَجَلَةِ الْقِيَادَةِ .

اقْتَرَبَ مِنْهُ سَيِّدٌ ، وَرَفَعَهُ مِنْ فَوْقِ عَجَلَةِ الْقِيَادَةِ ، وَحَاوَلَ الثَّعْلَبُ أَنْ يَعَضَّ عَلَى يَدِ سَيِّدٍ ، وَلَكِنَّ سَيِّدًا احْتَرَسَ مِنْهُ ،  وَوَضَعَه فِى صُنْدُوقِ سَيَّارَتِهِ .

رَجَعَ سَيَّدٌ فِى طَرِيقِهِ إِلَى بَيْتِهِ ، وَكَانَ يُطْلِقُ  الصَّفَّارَةَ كَثِيرًا .. وَلَمْ يَكُنِ الثَّعْلَبُ يَطْرَبُ لِصَوْتِهَا ، كَمَا كَانَ يَطْرَبُ لَهَا مِنْ قَبْلُ ، بَلْ كَانَ  يَنْزَعِجُ مِنْهَا ؛ فَصَوْتُهَا  يُذَكِّرُه بِفَشَلِهِ .. وَكَانَ سَيِّدٌ يَطْرَبُ لَهَا كَثِيرًا ؛ فَصَوْتُهَا يُذَكِّرَه بِنَجَاحِهِ فِى صَيْدِ الثَّعْلَبِ .

مَقايِيسُ الاسْتِيعَابِ :

1-تَخَفَّى الثَّعْلَبُ مِنْ  سَيِّدٍ :

    ظَهَرَ

   اسْتَتَرَ ، وَاخْتَبَأَ

2-أَخْفَقَ سَيِّدٌ فِى صَيْدِهِ :

   نَجَحَ ،  وَظَفَرَ بِهِ

   لَمْ يَنْجَحْ ،  وَلَمْ يَظْفَرْ بِهِ

3-سَيِّدٌ يَتَجَوَّلُ فِى الْغَابَةِ

   يَقِفُ ، وَلاَ  يَمْشِى

   يَمْشِى، وَيَدُورُ

4-تَوَغَّلَ سَيِّدٌ  فِى الْغَابَةِ :

   دَخَلَ فِى بِدَايَتِهَا

  دَخَلَ  فِيهَا كَثِيرًا

5-يَطْرَبُ الثَّعْلَبُ لِصَوْتِ  الصَّفَّارَةِ  :

    يَرْتَاحُ لَهُ ، وَيفْرَحُ بِهِ

    يَنْزَعِجُ  مِنْهُ ، وَيَحْزَنُ

6-كَتَمَ سَيِّدٌ ضَحِكَهُ

    أَخْفَاهُ

    أَظْهَرَهُ

7-الثَّعْلَبُ يَتَلَوَّى مِنَ الأَلَمِ :

   يَرْقُصُ فَرِحاً

   يَتَثَنَّى أَلَمًا

8-كَانَ الثَّعْلَبُ يُزَمْجِرُ :

    يَصِيحُ بِصَوْتٍ رَفَيعٍ

    يَصِيحُ بِصَوْتٍ  غَلِيظٍ

9-الثَّعْلَبُ الْخَدَّاعُ :

    قَلِيلُ الْخِدَاعِ

    كَثِيرُ الْخِدَاعِ

10-الثَّعْلَبُ الْمَخْدُوعُ :

     الَّذِى خَدَعَ سَيِّدًا

    الَّذِى خَدَعَهُ  سَيَّدٌ

11-سَارَ سَيِّدٌ فِى طَرِيقٍ :

     وَاسِعٍ

    ضَيِّقٍ

12-أَطْلَقَ سَيِّدٌ بُنْدُقَيِّتَهُ :

    فَرَقَصَ الثَّعْلَبُ

    فَتَلَوَّى مِنَ الأَلَمِ

13-زَمْجَرَ الثَّعْلَبُ :

      صَوَّتَ ، وَفُهِمَ  صَوْتُهُ

      صَوَّتَ ،  وَلَمْ يُفْهَمْ صَوْتُهُ

14-خَدَعَ سَيِّدٌ الثَّعْلَبَ :

     لأَنَّهُ عَادَ فِى طَرِيقِهِ

     لأَنَّهُ عَادَ فِى غَيْرِ طَرِيقِهِ

15-خَدَعَ سَيِّدٌ الثَّعْلَبَ :

      فَأَرَادَ بِهِ الْخَيْرَ

      فَأَرَادَ بِهِ الشَّر